المخرج المسرحي “عبد الجابر حبيب”لـ Koma Şano : المسرح الكردي يمر بحالة ركود تام.
خاص- فرقة المسرح “Koma Şano”
المخرج المسرحي عبد الجابر حبيب لـ: “Koma Şano”
ـ يفتقد المسرح الكردي إلى محو الخط الأحمر من قاموس العمل المسرحي.
– أهم أسباب تشرذم الوسط المسرحي في المنطقة هو عدم استقلالية اللجان المسرحية في اتخاذ القرار المناسب بما يخدم المسرح وتطويره.
– كانت للمهرجانات المسرحية في روجآفا إيجابيات عديدة رغم تكرار نفس الأخطاء عام بعد عام في كل مهرجان.
1- بدايةً، حبذا لو تعرفنا بنفسك لمتابعي موقع فرقة المسرح؟
عبد الجابر حبيب, مواليد (1961) قرية” جاغر بازار”
مدرب ومخرج مسرحي, معلم صف مستقيل, أعمل منذ عام 2017 في جمعية البر والخدمات الاجتماعية في مدينة قامشلو.
2- لو تحدثنا عن مسيرتكم بالعمل المسرحي؟ و لمَ اخترت العمل المسرحي؟
في بداية المرحلة الإعدادية كنتُ أشاهد المسلسلات التلفزيونية في ذلك الوقت أكثر ما جذبني هو الممثل الراحل طلحت حمدي في سباعية بعنوان ” الاختيار”.
في البداية شاركت بالأعمال المسرحية المدرسية, أول عمل مسرحي لي كان فيعام (1979) مع مجموعة من الشبان الذين كانوا يعشقون المسرح بعنوان ” القنبلة”, للكاتب” رياض عصمت”, من إخراج “إبراهيم اليوسف”, فيما بعد تابعت العمل المسرحي مع عدد من المخرجين المعروفين في مجال المسرح في ذلك الوقت (حنا عيسى, أحمد شويش, سمير إيشوع, أنور محمد).
أخرجتُ العديد من الأعمال المسرحية, وما زلت أتابع مسيرتي في المسرح وأعمل حالياً مدرب ومخرج مسرحي في تدريب فريق الشباب في جمعية البر والخدمات الاجتماعية بقامشلو بالتعاون مع منظمة صندوق الأمم المتحدة للسكان, فقد أمّن ذلك لي مورداً مالياً في هذه الظروف القاسية التي نمرُّ بها.
3- قراءتك لواقع المسرح الكردي في روجآفا؟
لا أريد حقيقةً تقييم المسرح في روج آفا, الجميع يعلم ما يمرُّ به المسرح من ركود تام, هناك بعض المحاولات لبعض الفرق لأجل مناسبة ما؟ وما عدا ذلك فلا حياة على الخشبة الصامتة التي تصرخ من أعماق عشقها لنا ولا مجيب, طبعاً يعود ذلك لأسباب عديدة, ولا أعتقد بأن المهرجان المسرحي السنوي قادر على إحياء المسرح ويستطيع أن يخلق جمهوراً مسرحياً.
4- كيف تقيم عمل كومين المسرح في شمال وشرق سوريا وهل أنت من أعضاءه ؟
لا يحق لي أن أجاوب على هذا السؤال, بالاختصار لأنني لستُ عضواً فيه.
5- برأيك هل كومين المسرح قادر على ضم المسرحيين تحت سقفه؟ وهل يقوم بمهامه كما ينبغي؟
سأقوم أنا بطرح هذا السؤال هل استطاع الكومين ضم المسرحيين منذ أكثر من ثلاثة أعوام على الأقل؟ أما الشق الثاني من السؤال لو كان يقوم بمهامه بالتأكيد ماكنتِ طرحتِ هذا السؤال.
أما من جهة هل هو قادر على ضم المسرحيين تحت سقفه …؟ لو أراد المشرفون عليه جمع أولئك المهتمين بالمسرح بالتأكيد لكان الأمر مختلفاً تماماً, وأهل مكة أدرى بشعابها.
6- ما هو تقييمك للمسرح الكردي بشكل عام وخصوصاً بعد عام (2011) و لحد الآن؟ وهل يمكن القول أنه هنالك مسرح كردي في المنطقة؟
كل ما تحدثنا به حتى الآن كان تقييماً للمسرح الكردي منذ عام (2011) , لا أريد أن أصيغ الأجوبة ذاتها بصياغات مختلفة كي لا يطبق علينا القول ( في الإعادة إفادة) أعتقد بأن الفكرة قد وصلت, واللبيب من الإشارة يفهم.
وكي لا نبخس الناس حقهم, كانت للمهرجانات المسرحية إيجابيات عديدة رغم تكرار نفس الأخطاء عام بعد عام في كل مهرجان, ورغم أننا أشرنا إلى تلك الأخطاء في وقتها لكن لم نلق آذاناً صاغية.
7- مقارنةً بالجهود والمهرجانات المسرحية التي أقيمت في روجآفا في عامي (1994 – 1995) هل كان حال المسرح أفضل من الآن؟
كلا لا أعتقد ذلك, ولنكن موضوعيين…
لو سألت أي مخرج مسرحي عن عناصر العرض المسرحي بالتأكيد سيكون ضمن جوابه, صالة العرض المسرحي, فهذا البند يكفي لأن نقول هناك فرق بين عامي (1994 – 1995) وما بعد (2011).
السبب الثاني والأهم هي الكوادر التي عملت مؤخراً كانت لديها خبرة أو أنهم اكتسبوا خبرة أكبر ولو أن الكثير منهم شاركوا بتلك المهرجانات جميعها والإنسان يستفيد من تجاربه وتجارب الأخرين.
السبب الثالث … الظروف التي كانت بذلك الوقت والمساحة التي تستقبل فيها الجمهور لا يمكن المقارنة وهي لصالح ما بعد ( 2011) خاصة إذا اعتبرنا أنه لا مسرح بدون جمهور فالجمهور كان نقطة قوة فيما بعد..
وطبعاً تُرفَع القبعةُ لأولئك الذين عملوا في المسرح وأقاموا المهرجانين في ظروف أمنية صعبة وشبه مستحيلة.
8- الوسط المسرحي في المنطقة يعيش حالة تشرذم وفوضى ما هي الأسباب برأيك؟
أهم الأسباب ربما تعود إلى :
ـ الظروف الأمنية وعدم الاستقرار.
ـ الظرف المعيشي الذي يعاني منه الجميع.
ـ عدم وجود ما يشبه المسرح القومي لدينا كما هو في سورية.
ـ عدم استقلالية اللجان المسرحية في اتخاذ القرار المناسب بما يخدم المسرح وتطويره.
ـ عدم وجود ممثلين متفرغين تماماً للعمل المسرحي وبراتب يحفزهم إسوة بكل المعلمين والموظفين في أية دائرة.
ـ الاعتماد على النصوص المحلية فقط من قبل عدد من الفرق المسرحية ( نصوص من تأليف عناصر الفرقة المسرحية) ولا أقصد النصوص التي هي من تأليف الكتاب السوريين.
ـ هناك من جاء إلى المسرح ليستفيد مادياً فقط ولا يهمه أمر المسرح وأصبح الكل بالكل كما يقولون.
ـ تفشي فيروس كورونا في العالم ونحن جزء منه والحظر من التجمعات البشرية.
8- برأيك هل قام المسرحيين في المنطقة رغم عددهم الضئيل بدورهم في بناء مسرح لأبناء المنطقة, دعنا نقول هل استطاعوا وضع اللبنة الأساسية لبناءه؟
نعم بدون شك، وهم معروفون، ولديهم النوايا الحقيقية لبناء ما بدأوا به؛ لو تهيأت لهم الظروف المناسبة … وأرفع لهم القبعة.
9- الكثير من الآراء تقول, أن ما نشاهده على الخشبة في منطقتنا هي محاولات وليس مسرحاً متكاملاً؟ ما هو ردك بشأن ذلك؟
في الحقيقة يمكن تقسيم كل من يعمل في المسرح في روجآفا إلى قسمين:
القسم الأول : الذي عمل لسنوات طويلة في المسرح العربي ولديه تجارب مسرحية مع الفرق والمهرجانات المسرحية التي كانت تقام في سورية, وعن طريق التواصل مع الأكاديميين وليس هذا فحسب إنما اتبعوا دورات في فن التمثيل وإعداد النصوص والإخراج, وقدموا أعمالاً ناجحة على مستوى سورية, فهؤلاء أعمالهم لا تقل عن أعمال المسرح القومي في سورية.
ـ القسم الثاني :هم الذين كان لهم محاولات مسرحية خجولة في مناسبة عيد النوروز …ومناسبات أخرى ، وما يقدمه خالٍ من الشروط الفنية للعرض المسرحي ومقوماته المعروفة كالأداء, حركة الجسد, الابعاد الفنية الأخرى الاحساس والمشاعر المناسبة لكل جملة مسرحية بعيداً عن الانفعال والخطابية.
10- فلنتحدث عن المهرجانات المسرحية في روجآفا, شاركت بها ممثلاً وإخراجاً ما هو دورها؟ هل كانت كافية لتطوير المسرح أم لديك رأي أخر؟
بالتأكيد المسرح لا يكوّنُ جمهوراً من خلال المهرجان, والمهرجان ظاهرة سنوية مفيدة لاحتكاك الفرق والاستفادة من بعضها البعض.
وهناك سلبيات للمهرجانات أيضاً, اذا كان القرار لم يكون بيد اللجنة المنظمة والمقيّمة للعروض المقبولة أو المرفوضة …فما شاهدناه في جميع المهرجانات بعض الفرق الضعيفة جداً كانت تشارك بحجة احتكاك عناصر الفرقة مع الفرق الأخرى.
إذاً لماذا الجوائز للمراتب الثلاث الأولى…
وجود مثل تلك العروض الضعيفة نفرت قسم من الجمهور.
11- لو تحدثنا عن تأثير المسرح على المجتمع وهل يساهم في تغييره؟ وكم يحتاج المجتمع الكردي المسرح كأداةً للتغيير؟
بما أن عملي الحالي في مجال المسرح التفاعلي, ومن خلاله نوجه رسائل توعوية للمجتمع بكل أطيافه, ومن خلال المناقشات التي تتبع العرض المسرحي … أجد أنَّ صالة المسرح المكان المناسب لتوجيه المجتمع, نحو الهدف الإنساني المنشود ,إذاً لنكون جزءاً من هذا العالم …بعيداً عن الإيديولوجيات وزرع الأفكار في العقول …لأن ذلك لن يفلح .. لا داعٍ لضياع الوقت, ويجب أن نستفيد من تجارب الآخرين في هذا المجال علينا أن لا نكون سياسيين، وأن ننقد السياسي إذا قصّر في أداء واجبه الوطني . وبكل فخر الفنان المسرحي هو عين التي يرى بها الفنان ما لا يراه الآخر.
أي مجتمع بحاجة إلى المسرح ولا يغيب عن البال القول المشهور “أعطني خبزاً ومسرحاً أعطيك شعباً مثقفاً “.
المجتمع بأمس الحاجة إلى المسرح ويجب على المسؤول صاحب القرار أن يبذل الجهود الكفيلة بالعودة إلى المسرح ….لا أن يقول انتهى المسرح لنلجأ إلى التلفاز البديل.
12- برأيك هيئة الثقافة والفن كانت جهة داعمة للمسرح؟ وهل لعبت دورها في تطوير المسرح الكردي؟
ما دامت هذه الهيئة هي المشرفة, فمن لا يريد لنفسه النجاح وبدعمه يكون النجاح وبالتالي التطور, ولكن كل ذلك مرهون بمدى توظيف ذلك الدعم بالأسلوب الصحيح ….فمن لا يعمل لا يخطأ, وتبرير الفشل ليس مقبولاً في كل الوقت.
وهيئة الثقافة هل راجعت نفسها بهذا الخصوص؟
13- هل هناك فرق مسرحية تعمل حالياً في المنطقة لتطوير المسرح الكردي؟ وما هو تقييمك لعملهم؟
الحفر بإبرة صغيرة في جبل شاهق لا يأتي بالنتائج المرجوة.
وعمل بعض الفرق لا أراه سوى بعض المحاولات ويستحقون الشكر والتقدير على تلك المحاولات, فمن يبذل في سبيل المسرح قطرة عرق واجب علينا تقديره…
14- إلى ماذا يفتقد المسرح الكردي؟
ـ يفتقد إلى الرجل المناسب في المكان المناسب.
ـ يفتقد إلى تكاتف الجهود والعمل ضمن فرقة مسرحية خاصة بكل مدينة.
ـ يفتقد إلى الحافز المادي الضروري جداً ، فمن غير المعقول أن يبدع المسرحي وهو يقضي معظم وقته في عمل شاق لا يمتُّ إلى المسرح والثقافة بشيء، ويأتي في نهاية يومه إلى بيته مرهقاً ونطلب منه أن يكون مبدعاً.
ـ يفتقد إلى محو الخط الأحمر من قاموس العمل المسرحي.
15- ماذا يتوجب عليكم كمسرحيين العمل به لتطوير الواقع المسرحي في روجآفا؟
كل ما ورد في سياق الحديث هو ضروري لتطوير المسرح بالإضافة إلى دورات تدريبية جادة للراغبين في العمل بالمسرح و تصقيل مواهبهم.
16- أخيراً الخطوات التي يجب اتخاذها من قبل الجهات المعنية لأجل تطوير المسرح الكردي في المنطقة؟
ـ تشكيل مسرح قومي يعمل طوال العام, ويضم جميع الكوادر الفنية من مخرجين وممثلين وموسيقيين ..ومصممي الديكور والمختصين في مجال الإضاءة وبمردود مادي يحفظ كرامة المسرحي وهو الذي يمثل الوجه الحضاري للبلد إسوة بغيره من الفنانين.
ـ بناء جيل مسرحي جديد يرفد الحركة المسرحية مستقبلاً.
حاورته: همالين فرمان.
Comments