حوار مع الفنان حسن رمو

0

الممثل حسن رمو : المسرح الكردي بالدرجة الأولى هو بحاجة لدعم إجباري, هيئة الثقافة والفن  لم تفعل شيئاً ولم تفعل ما يقع على عاتقها.

 

 

  • بدايةً حبذا تحدثنا عن حياتك لمتابعي موقع فرقة المسرح ؟

حسن أحمد رمو, ممثل ومخرج هاوي, خريج المعهد المتوسط لهندسة الكمبيوتر- جامعة دمشق, كردي أقيم  في مدينة عامودا  من مواليد 1983.

2- كيف كانت بدايتك المسرحية؟ في أي عام؟ بداياتي في المسرح كان في الصف الرابع في المدرسة وأول عمل لي  كان في عام1996   حينها كنت في الصف السابع.  

3 – لماذا أردت العمل في المسرح، هل كانت موهبة أم كنت تريد تجربة المسرح؟

منذ صغري كنت أشعر أن المسرح هي موهبة بداخلي,وبدأت منذ الصف الرابع, كنت أمثل في الشارع والبيت ودائماً ما كان يكتب في شهاداتي المدرسية كثير الحركة  كانت موهبة, وبعدما رأيت الأجواء وكان العمل ممتعاً بالمسرح فأكملتُ مسيرتي.

4- نريد أن تتحدث لنا عن المسرح الكردي؟

بالنسبة لي لدي نظرة أخرى “المسرح الكردي ” أو المسرح العربي مفهومنا هو أن نقلب أو نترجم النص المسرحي للغتنا الكردية حتى يصبح مسرحاً كردياً .

فلا يوجد ذاك الطابع الكردي أو الخصوصية الكردية أو أسلوب خاص بالكرد بطريقة جديدة, فأنا ضد فكرة إن ترجمت مسرحية للغة الكردية أصبح مسرحاً كردياً, هذا يعني أن نفس المسرحية التي كتبت بالكردية وقمتَ بترجمتها للعربية وموضوعها هو نفسه، كمثال: مسرحية  تتحدث عن الحرب وسلبياتها وهي مسرحية كُتبت بالكردية ثم قمت بترجمتها للعربية وبنفس الفكرة فأصبح مسرحاً عربياً، كلا فأنا ضد هذه الفكرة, إن رأيت ذاك الاسلوب الخاص والمرتبط  بالكرد حينها سأقول هذا نمط جديد يعمل الكرد فيه،أي مسرح كردي.

5- المسرح الكردي قبل اندلاع ثورة روج أفا وبعد اندلاعها ما هو تقييمك له؟

قبل الثورة كانت تقدم السكيتشات, الشي الجميل كان ما يعرض في  النوروز  هناك مسرحية وستعرض, فقط اسمها مسرحية وستعرض, يكفي لكي  يعرف الناس بأنه يوجد هناك شيء اسمه المسرح، ممثلين، موضوع وفكرة تطرح.

أما كمقارنة ما قبل وبعد, التقييم سيكون خاطئ الظروف لم تكن مناسبة والوقت والامكانات أيضاً, فالمقارنة من حيث المبدأ سنكون مخطئين.

6- كيف تنظر إلى المسرح الكردي هل هو في مرحلة التطور أم لا؟

حول مفهوم تطور المسرح الكردي سأعود لما نعرضه من عروض – المسرح باللغة الكردية

لا يوجد تطور بحسب الخطوات والآمال التي نطمح لها, وإن وجد فبنسبة ضئيلة، هناك طفرات خرجت في بعض الأماكن, لكن لا يكفي يعني ذلك التطور حسب الوقت من سبع إلى ستة أعوام من الحرب وكما نقول أنه هناك مراكز وهيئة وجهات, هؤلاء الذين كانوا يعملون بالمسرح والآن يعملون  إن استثنيناهم من المسرح فلا يوجد أي تطور بالأساس.

7- كـ  حسن رمو المخرج والممثل كيف تتابع المسرح الكردي الآن؟ ولأي درجة المجتمع الكردي بحاجة للمسرح؟

لا يوجد مجتمع ليس بحاجة إلى المسرح, جميعنا بحاجة للمسرح وخاصة في الوقت الراهن, يمكن أن نكون غالباً بحاجة للمسرح الكوميدي, عندما نقيمها على مسألة المواضيع, بشكل عام نحن بحاجة إلى المسرح حتى وان لم يكن كوميديا, فالمسرح له رسالة واضحة وهي تربوية واخلاقية وتطهير, فلا يوجد مجتمع وليس بحاجة كل المجتمعات بحاجة إلى المسرح.

8- بعد إعلان الإدارة الذاتية في عام 2014 وبناء العديد من المؤسسات ومنها هيئة الثقافة والفن لحد الآن قامت بعقد 3 مهرجانات للمسرح الكردي, سؤالي هو رؤيتك أو تقييمك لهذه المهرجانات؟

المهرجان الأول كانت تجرية جميلة, في المسرح ثمة مشكلة  ألا وهي العناد والتكبر, كـ حسن رمو أنا أعمل و أقدم في عامودا وأذهب لتقديم المسرحيات في مناطق الأخرى, حسن لا يرى غير نفسه, هذا المهرجان كانت فرصة لكي أرى أعمال غيري من المخرجين والمعلمين ولنتعلم منهم ومن أعمالهم وأساليبهم وكيف نستطيع أن نقتطف ونلتقط شيئا من هذه العروض المسرحية, المهرجان هو أن نستفيد من بعضنا البعض كمهرجان أول, أما المهرجان الثاني كان نفس العملية، المهرجان الثالث نفس الموضوع ونفس المسألة.

بالنسبة للمهرجان الأول ربما كانت الخطوة الأولى وعلى مستوى روج أفا  يقام مهرجان أول للمسرح فكان جميلاً, أما الثاني والثالث كانا بنفس الروتين, لم يكن به شيء جديد، لماذا؟ الفرق التي انضمت للمهرجان وكان لهم دور جيد كانوا هم نفسهم، والتي لم تكن لها دور بقوا بنفس السوية والضعف.

9- هل هذه المهرجانات هي التي تحدد مدى ومستوى تطور المسرح أم ماذا؟

كلا المهرجان لا يقيّم مستوى المسرح, وربما في أماكن تقيّمها, فمثلاً  هناك فرق أو أشخاص لم ينضموا للمهرجان وهناك من لم يكن له علم بالمهرجان، وأخرون لا يشتركون بالمهرجان بالأساس, فعندما أرى بنسبة 99 بالمئة من المخرجين انضموا للمهرجان وقتها سأقول نعم هذا هو المستوى، ولكن هؤلاء الذين يقيمون ويديرون هذه المهرجانات  إلى أي حد باستطاعتهم رفع سوية المهرجانات.

 ١0- هنا أود أن أسالك أيضاً ماذا فعلت هيئة الثقافة والفن للمسرح الكردي وما هو تقييمك؟

هيئة الثقافة والفن لم تفعل شيئاً, تقيم مهرجاناً هنا سواء أكان مهرجان قصة أو مسرح ويكون فيها اسم هيئة الثقافة والفن فقط , فكنا نرى منذ بداية المهرجان وحتى انتهائها رئيسة الهيئة تأتي وتجلس فقط، غيرها لم تفعل أي شيء, كنظرتنا التي ننظر لها بأنها  كهيئة ثقافية وفنية لم تقم بما يقع على عاتقها, لم تفعل أي شيء, فحتى الآن مراكزنا الثقافية هي تلك المراكز القديمة قبل 2011, فقط مركز محمد شيخو قبل كل مهرجان يمكن أن يشتروا لها سجادة جديدة أو يقوموا بتصليحات بسيطة في بعض الإنارة, وهذه أيضاً ليست هيئة لثقافة والفن التي تقوم بها بل حركة الثقافة (تف جاند Tev Çand) وفي الأخير بعدها تنزل (برعاية هيئة الثقافة والفن).

نفس المراكز قبل (2011 ) لم يتغير بها شيء, مركز الدرباسية  هو نفسه بلا إضاءة وكواليس  بقي على حاله, ونفس الشيء سري كانيه بلا إضاءة وغيرها من المراكز…

11 – كيف تقيم النصوص المشاركة في المهرجانات ومدى قوة العرض المسرحي خلاله؟

بالنسبة لتقييم النصوص في المهرجانات كي نكون صادقين لابد من التحدث بصراحة وبشفافية، المتابع للمهرجانات المسرحية السورية يلاحظ بوجود نصوص ممتازة وأخرة جيدة، أما بمهرجاناتنا فالحالة تختلف حيث هناك نصوص رديئة جداً، بالنسبة للمهرجان الأول نتقبل بالخطوة التشجيعية وإشراك الجميع، أما أن نشاهد نفس السوية في المهرجانات اللاحقة سواء كانت نصوصاً أو عروضاً فهذا يوضح لنا غلبة مبدأ الإرضاء لا الارتقاء بالمسرح.

12- أيضاً  سؤالي يتعلق بالمهرجانات، هل كانت الجوائز التي تمنح من قبل لجنة أكاديمية مختصة؟ أم لجنة التحكيم  ووزعت  الجوائز لجميع الفرق المشاركة؟

دائماً ما تتكون لجنة التحكيم من أربعة إلى خمسة أعضاء بينهم شخص أو شخصين لهم إلمام بالمسرح أو لديهم خبرة وتجارب، والبقية ليس لديهم أية تجارب فنية ومسرحية.. على أي أساس كان يقيم! شخصياً لا أعلم.

وكتجربة شخصية، في المهرجان الأول حصلت على جائزة أفضل عرض وفي المهرجان الثاني قررت لجنة التحكيم عدم منحي جائزة رغم مستوى العرض الجيد، كي لا أتكبر حسب ما قالوا.

بالمحصلة طالما يتم قبول العروض الضعيفة من قبل اللجنة فبالتأكيد هكذا سيكون توزيعهم للجوائز، أي إرضاء الجميع.

وكذلك توزيع العروض على المدن    أو عرضين متتالين يؤثر سلباً على المهرجان وعلى المسرح عموماً.

13-  تقييمك لعمل الفرق المسرحية ضمن روج أفا كردستان؟ هل هناك فرق مسرحية تعمل لتطور المسرح؟

معظم الفرق المسرحية تعمل لتقديم عروضها في المهرجانات، إن كان هناك مهرجان كان لهم عرض مسرحي وإن لم يكن فليس لهم عرض، وفرق أخرى لا يقتصر عملهم في المهرجانات، مثلاً فرقة (الحسكة)، وفي قامشلو( فرقة المسرح) بإشراف المدرس عبدالرحمن تعمل خارج أوقات المهرجانات وأيضاَ استمرارهم بورشات لإعداد الممثل، وفي عامودا – لا أود الحديث عن نفسي- إلا اني أيضاً لا أعمل فقط للمهرجانات.

14- قبل سبع أو ثمانية أشهر تم الإعلان عن تأسيس كوميناً للمسرح في روج أفا؟ برأيك ألم يكن إعلانها متأخراً اسوةً بالكومينات الأخرى، ومنها كومين الفيلم؟

كومين المسرح حتى الآن  يتم التحضير له، كيف سيكون؟ لا أعلم, يتم التجهيز والتحضير لافتتاحه، بالطبع كان  أفضل لو أفتتح منذ فترة فهي متأخرة دون شك، ومن الأفضل لو كانت تعمل الأن بلجانها التخصصية

ولكن افتتاحها الأن افضل بكثير من تأخيرها أكثر, ليس المهم  افتتاح الكومين ولا إقامة المهرجانات الأهم هو ماذا يستطيع الكومين فعله في هذا الكومين وكيف سيتم التطوير.

15- نعلم مدى الصعوبات التي يمر بها المسرح الكردي, لكن لا بد من أن أسالك مسرحنا الكردي لماذا يحتاج؟ ماهي الصعوبات التي تواجهها انت كممثل ومخرج أو حتى كمدير لفرق مسرحية خلال عملك المسرحي ؟

المسرح الكردي بالدرجة الأولى هو بحاجة لدعم إجباري, هناك أناس يجب تفرغيهم للعمل ضمن المسرح وهنا أتحدث عن هؤلاء الاستاذة وكطلاب إن وجد وأن يكونوا كبار يجب أن يكونوا مفرغين، وتوفير مكان يليق بالمسرح لهم،  وأن استحداث مكاتب ودعم مادي لهم, يجب ألا يكونوا بحاجة للمال.

يجب الاهتمام بالمراكز,  كمركزنا في  عامودا لماذا حتى الآن لا يتواجد فيه خشبة للمسرح؟

مسرح عامودا لها اسم بعد الثورة وقبل الثورة فلماذا نحن نتدرب في الغرف حتى الان.

ودائماً لا يمكن المقارنة والقول: قديماً كانوا يتدربون في الغرف (الماضي مضى والحاضر حاضر), في الماضي لم تكن هناك إمكانيات, واليوم هناك إمكانيات كبيرة  لماذا لا يتم توظيفها في حدمة المسرح و المسائل الفنية.

16- يوجد العديد من الانتقادات حول النصوص المسرحية المكتوبة باللغة الكردية, فما يقال: لماذا يستعين المخرج المسرحي بالنصوص الأخرى ويقوم بإعدادها وترجمتها إلى الكردية، وبالتأكيد يعود هذا إلى قلة الكتاب المسرحيين الذين يكتبون باللغة الكردية ما هو السبب في ذلك؟

النصوص الكردية  هي بسبب  قلة الكتاب والذين كتبوا أيضاً احتمال أن يكونوا قد كتبوا نصاً أو نصين، مرة في نظري  لا توجد له تلك تجربة الكبيرة, فهنالك الكثير يكبتون ولا يتابعوا المسرح لا يتابعوا العروض وكيفية تقديمه .

فأنا مطر أن أرى نصاً أخر أرى أنه غنياً أكثر وقد لفت انتباهي وأنا استطيع أن أعمل عليه, أما نصاً أخر فقط قد كتبه شخصاً هاوي لا استطيع ان أعمل به, لا أقول أن في روج أفا لا يوجد كتاب مسرحيين لكنهم قليلين  وهم أيضاً بحاجة للدعم، لماذا هؤلاء لا يتفرغون للكتابة؟ لا نقول ان تصبح مسألة وظيفية كل شهر  أريد عرض مسرحي أنا ضد هذه الفكرة.

لكن إن كتب نصاً جيداً  وإن كانت هناك لجنة تقييمهم، فيجب توفير الراحة له كي يكتب غير بعد شهور.

وهنا سأعود لجمال جمعة، هو الذي أحيا وبنى المسرح في عامودا وجعلنا نرتبط به و نحبه, لكي لا أظلم أحداً قبله عمل الكثيرون كـ محمود عيسى لكن لم يكملوا المشوار كانت تجربة ومجال سكشتات.

لكن  كمسرح ،مسرحاً نظامي ومتكامل كان جمال، أسس فرق هنا كان يبدأ من المرحلة الاعدادية دائماً وركز على المرحلة الاعدادية كان يبني جيلاً محباً للمسرح ويجلب الجوائز, في عام (1994,1995,1996,1997)في المهرجانات القطرية على مستوى سوريا عامودا كانت في المركز الأول.

فتجربة جمال جمعة تجربة لا تتنسى ليس في عامودا فقط، بل في قامشلو  كان يبني ممثلين وأعضاء ويزرع فيهم روح المسرح, إن لم يكن جمال لما كنت موجوداً الأن, جمال جعلني أعمل كإنسان هاوي وطبعاً دخلت مجال الاخراج لأنني لم أكن أريد أن يتوقف المسرح في هذه المنطقة.

فكان جمال على حسابه الخاص يأتي من قامشلو لعامودا لأجل البروفة, إذاً لماذا وأنا ابن هذه المنطقة وأنا الذي أخذت حب المسرح  لا أكمل مشواره, فدخلت مجال الإخراج وجعلتها تجربة، حتى الأن أنا هاوي وضمن تجربة.

فعندما يأتي مخرج لعامودا  ويعمل في الإخراج سأمثل معه بالأساس أنا ممثل لكنني دخلت في التجربة ورأيتها تجربة جميلة فعلى مستوى التمثيل سأتطور وفي مجال الإخراج سأتطور.

وأنا الآن أدرب العديد من الفرق، وإن وجدت فرق خارج عامودا أيضاً سأدربهم أنا كـ حسن رمو لست مرتبطاً بأي جهة أو مؤسسة.

أتمنى لهذا المسرح أن يخطو خطوات كبيرة ونبني طبقة من الممثلين, تجربة الاستاذ عبدالرحمن  دائماً أضعها أمام عيني خطوته خطوة مباركة إن خرج في دورات التخرج لدي خمسة طلاب هذا إنجاز كبير, وبنظري خطوته تذكرني بجمال جمعة, ولماذا فرق كمثل فرقته لا يوجد لهم مكان مسرحي لماذا يتدربون في قبو ولماذا يكون هناك أعمدة في ذلك القبو ويكون المكان ضيق.

 

 حاورته: همالين فرمان

 

 

 

Comments

Loading...